في شهر أكتوبر العام الماضي تعثرت صفقة السعودية التي تشمل شراء ثمانية وأربعين طائرة إضافية من الطراز يوروفايتر تايفون متعددة المهام EF-2000 وذلك ناتج عن الفيتو الألماني والمشاركة بمشروع GCAP للبرنامج العالمي الجوّي القتالي، والذي تقوده بريطانيا متعاونةً مع اليابان وإيطاليا، وفي الخامس من ديسمبر للعام الحالي 2024 تتقدم السعودية لشراء 54 من طائرات رافال إف 4 القتالية من شركة داسو للطيران.
قد أظهرت الحقيقة أن هذه الخطوة ليست مناورة ترفع جمودًا عن ملف صفقة تايفون أو لتنازل إدارة أمريكا التي شهدت تحول في علاقتها مع الرياض، بل أصبحة العلاقة أقوى ما بين الرياض وباريس في الآونة الأخيرة، فقد أوضحت وزارة الدفاع في المملكة خلال شهر أغسطس أنه توجد فرص للتعاون تتضمن أهدافًا واعدة، وتشمل المجال الصناعي العسكري بشركة داسو للطائرات.
كما ردّت المنافسة في شهر يناير من العام الجاري من قبل ألمانية بإعلانها عن رفع القيود التي فُرضت على مبيعات الأسلحة إلى السعودية، فهي تحاول أن تحيي الصفقة الثامنة والأربعين من طائرات تايفون التي تقودها المملكة المتحدة، وفي وقتٍ لاحق تم الإعلان عن استعداد أمريكا لتسير على نحو مشابه لتبيع طائرات إلى السعودية وقواتها الملكية الجوية من نوع F-15EX أو Eagle II وهي طائرة مقاتلة.
كما تم التأكيد من قبل وزير الخارجية أنطونيو تاجاني في إيطاليا بالتعاون في مشروع GCAP الشامل للسعودية، وذلك في الأيام التي تسبق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعاصمة الرياض، وفي الزيارة كانت المحادثة تدور حول هدف اتخاذ قرارات إيجابية بهذا الاتجاه.
قد صرّح ماكرون في الثالث من شهر ديسمبر خلال الزيارة أنهم قد حققوا التقدم البارز بالمجالات الأمنية والدفاعية ضمن مشروع رافال، مما يعزز علاقاتهم الثنائية، ومضيفًا إلى ذلك أن المملكة العربية السعودية وفرنسا حققتا التقدّم بالمجالات الدفاعية جوًّا وبحرًا وفي مجال الأقمار الصناعية كذلك، وكونهم وقعوا عقودًا لكن لم يوضح تفاصيلها.