تجربتي مع اسم الله الاعظم مفادها أنَّ الاعتماد على الله في كل شيء يكون مدعاةً للبركة والخير والرزق الوفير، فثمَّة أمور لا تتم بالحسابات الدنيوية، وتظل مُستحيلة حتى يشملها الله بعنايته فتصير بالدعاء قدرًا محتومًا.
تجربتي مع اسم الله الاعظم
تمامًا مثل غيري، لديّ كثير من الأمنيات التي أحاول تحقيقها لأشعر بقيمة ذاتي، ولكن لا زال الإخفاق هو الحاجز أمام تحقيقها، لم أكن أعلم أهي محض صدفة أم الأمر يتعلق بي وبقناعاتي بالأقدار!
أدركت أنّه في حقيقة الأمر هناك خُطى كان عليّ أن أتبعها لكنني غفلت عنها، وهي الخُطى الروحانية، فأدركت أنني لم أدعو ولو لمرة واحدة أن يُوفقني الله إلى تحقيق تلك الأماني التي ظننتها في نهاية المطاف مُستحيلة.
بيد أنَّ حسن الظن بالله كان أكبر، ورحمته ومعيّته بعباده أفضل من توقعاتهم، ومن هنا لم أتردد عن الدعاء، ولم لا ومعي مفتاح لو أمتلكه الناس جميعًا لظلّوا سعداء، ألا وهو “اسم الله الأعظم”.
أعلمُ أنَّ الدعاء بأسماء الله الحُسنى جميعها خيرًا، ولكن الدعاء بحق اسم الله الأعظم يحمل أسرارًا خفية، وهي خفيّة على المُسلم حتى يدعو بكل أسماء الله تعالى وصفاته العلا.
وها أنا أكرمني الله بفضله وتحققت أمنياتي التي طالما كان يصبو قلبي إليها، وأكرمني الله بمعرفة فضل اسم الله الأعظم، وعكفت على الدعاء ولم ينساه لساني في يومي وليلتي، وبعد تجربتي مع اسم الله الأعظم أنصح نفسي وإيّاكم بالحرص على الدعاء.
فمن الدعاء ما يردّ القدر بأمر الله ومشيئته، وكن على يقين تام وأنت تدعو الله وأنه حتمًا سيستجيب، ولا يُشترط أن تكون الاستجابة بين عشيّة وضُحاها، فقط ادعُ الله باسمه الأعظم واترك الأمر لمن بيده مقاليد الأمور، مع اليقين بأنه طالما كان للمرء حاجةً عند الله سيُلبيها له إن كان بها خيرًا.
آراء العلماء في اسم الله الأعظم وأحاديث عنه
في تجربتي مع اسم الله الأعظم بحثت عن جواز الدعاء باسم الله الأعظم، ووُجد في سنّة النبيّ أنه كان يدعو باسم الله الأعظم، بما يجعل الدعاء به مُحببًا ومن قُبيل السنن، ففي صحيح الترمذيّ وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
“أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى”.
كيفية الدعاء باسم الله الأعظم
إنَّ الدعاء من صميم العبادة، وهو من صور تعزيز الصلة بين العبد وربّه، وفي تجربتي مع اسم الله الاعظم وجدت أنَّ الدعاء به جليل وعظيم، فمن الجائز أن تدعو الله بحق اسمه الأعظم، وأسماء الله الحسنى جميعها، مثل ترديد الدعاء التالي:
“اللهم إني أسألك بكل اسمٍ هو لك سميّت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك وأسألك باسمك الأعظم الذي اذا دعيت به اجبت واذا سُألت به أعطيت” (ثم يقوم المسلم بذكر حاجته).
ولا يُوجد وقت معين للدعاء باسم الله الأعظم، حيث يدعو المُسلم في كل وقت وحين بما تكنّ به نفسه، مع تحرّي أوقات ومواطن الاستجابة.. كأن يدعو المسلم وهو ساجد أو بين الأذان والإقامة.
أدعية مشتملة على اسم الله الأعظم
وجدت في تجربتي مع اسم الله الاعظم أنّ هناك صيغ لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم تشتمل على اسم الله الأعظم، ومن الأحرى أن ندعو بها اقتداءً بسنة أشرف الخلق، وهي:
“أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئُل به أعطى، وإذا دعي به أجاب”.
كانت تلك هي تجربتي مع اسم الله الأعظم، وقناعتي بها هي أنَّ اسم الله الأعظم يحمل كثيرًا من الأسرار الروحانية التي يجب أن يُدركها المرء، وما إن أدركها لن يغفل عن ترديده بلسانه وكافة جوارحه.