ظهرت عليّ بعض الأعراض التي استدعت الحاجة إلى زيارة الطبيب، ومن هنا بدأت تجربتي مع ورم الدماغ، فبعد الفحوصات اللازمة اكتشفتُ أنني أعاني من ورم في الدماغ، إلا أن تجربتي لم تُسفر عن نتائج مأساوية كما يزعم البعض، دعوني أخبركم بها في الفقرات الآتية.
تجربتي مع ورم الدماغ
ورم الدماغ عادة ما يكون نتيجة لحدوث طفرة جينية في بعض الجينات المسؤولة عن نمو خلايا في المخ، وإن نمت دون سيطرة تعمل على وجود ورم وكتلة تنتشر في بعض الأماكن في الدماغ، ليكون الاستئصال هو الحل الأمثل.
تتعدد أنواع الورم الدماغي سواء حميد أو خبيث، ولكل نوع درجات معينة، كما أن الأعراض تختلف باختلاف حجم الورم ودرجته، وعلى الرغم من أن التاريخ العائلي للمصاب يلعب دورًا في تعزيز فرصة الإصابة إلا أن هناك أسباب أخرى من بينها التعرض إلى علاج إشعاعي مسبق.
كانت حالتي –بحمد الله- أفضل من حالات أخرى، لأنه مع الفحص اكتشفت أن الورم حميد وليس خبيث، ولذلك أخبرني الطبيب أن نسبة الشفاء تكون أعلى، ولكنه أخبرني أيضًا أن أعراض الورم الحميد تظهر بعد فترة كبيرة من تكون الورم، ولكنه لا ينتشر عادة في الأعضاء المحيطة، على عكس الورم الخبيث الذي يُعرف بسرطان المخ.
تم استئصال ورم الدماغ بنجاح، وكنت أتبع تعليمات الطبيب باستمرار، والذي أخبرني بضرورة المتابعة والفحص المستمر بين الفينة والأخرى، لضمان عدم عودة الورم مرة أخرى.
أعراض ورم الدماغ المبكر
في تجربتي مع ورم الدماغ تيقنت من أنّ التشخيص المبكر للحالة يُعتبر عاملًا أساسيًا في الشفاء، ومن بين أبرز أعراض ورم الدماغ المبكر في المراحل الأولى ما يلي:
- الشعور بآلام في الرأس.
- يُمكن المعاناة من بعض نوبات الصرع.
- الإحساس بالخدر أو التصلب في جانب من جوانب الجسم.
- اضطرابات وخلل في الرؤية.
- فقدان في الذاكرة.
- تقلبات مزاجية حادة.
- انعدام التوازن.
- وجود صعوبة في التواصل.
- الإحساس بالغثيان والدوخة.
- آلام في العضلات.
- انعدام التركيز.
- الشعور بالقلق والاكتئاب.
- الإحساس بالإرهاق والضعف العام.
نسبة الشفاء من ورم الدماغ
علمتُ في تجربتي مع ورم الدماغ أن الجراحة هي أفضل حل للتخلص من ورم الدماغ، إلا أن نسبة نجاح تلك العملية تختلف وفقًا لعدة عوامل فلا يُمكن تحديدها بشكل عام ينطبق على كل الحالات.
كما أن هناك أنواع من الاستئصال، يُمكن أن يعتمد على الجراحة المفتوحة، أو التنظير، ويُمكن أن تصل نسبة الشفاء ونجاح العملية إلى 90%، وذلك تبعًا للعوامل الآتية:
- حالة المريض: إن كانت حالة المريض الصحية والنفسية جيدة، فإن نسبة التعافي من الإصابة تكون أكبر بطبيعة الحال.
- نوع الورم: حيث إن نسبة الشفاء من الورم الحميد تتراوح من 75% إلى 90% على عكس الورم الخبيث الذي يعتمد الشفاء منه على درجة الانتشار، بينما سرطان المخ الخبيث يُمكن أن تصل نسبة نجاح العملية والشفاء إلى 40%.
- التقنية المُستخدمة: عادة ما تكون المناظير أكثر فعالية وكفاءة مقارنة بالجراحة التقليدية.
متى يكون ورم الرأس خطير
لم أكن في تجربتي مع ورم الدماغ وصلت إلى الدرجة الخطيرة، حيث يُمكن أن يُصنف ورم الدماغ على أنه خطيرًا إن كان خبيثًا من الدرجة الرابعة، حيث تُعتبر تلك الدرجة هي الأخطر مقارنة بغيرها.
نظرًا لأنه في تلك الحالة تكون الأورام غير طبيعية وسريعة الانتشار في الدماغ والأعضاء المحيطة، بما يجعل الجراحة في تلك الحالة ليست مُجدية بصورة كاملة، حيث يصعب الوصول إلى جميع مناطق انتشار الورم، بما يستتبع الخضوع إلى علاجات أخرى قبل الاستئصال الجراحي.
كما أن الدرجة الرابعة من ورم الدماغ الخبيث ترتبط بوجود أعراض مختلفة عن الأعراض المبكرة لورم الدماغ الحميد أو الورم الخبيث في المراحل الأولى، حيث يُمكن أن ترتبط الدرجة الرابعة بفقدان الرؤية تمامًا أو تغيرات في الكلام والسمع وشلل في العضلات.
رغم بدء تجربتي مع ورم الدماغ بالقلق والريبة من رحلة العلاج، إلا أنني مع التعافي أيقنت أنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق داءً إلا وجعل معه السبب في التعافي؛ لذلك أنصحكم بالفحص المبكر تحسبًا لأي مضاعفات.