تجربتي مع دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا ألهمتني بكثير من المعاني الطيبة، حيث إن أول ما فكرت به بعد زواجي هو الإنجاب، ولكن عندما تأملت الغاية والهدف من الإنجاب أدركت أن المسؤولية كبيرة جدًا، فعكفت على الدعاء لله تعالى بأن يلهمني القوة على تربية ابن أو ابنة صالحة، وفي الفقرات التالية أوافيكم بخلاصة تجربتي.

تجربتي مع دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا
تزوجت منذ خمس أعوام ولم يمنّ الله عليّ بعد بالإنجاب، وذهبت إلى الأطباء ووجدت أنه لا توجد مشكلات أبدًا تعوق عملية الإنجاب والحمل، فهو أمر طبيعي، شعرت بالكثير من الحزن ولكنني كنت على قناعة أنّ أمري كله بيد الله فهو قادر على أن يرزقني بالحمل.
سمعت في مرة من المرات شيخ على التلفاز يوضح أهمية ترديد الأدعية والإلحاح فيها إن كان للمسلم حاجة يأمل تحقيقها، ولم أدخر جهدًا في البحث عن الأدعية الواردة في القرآن والسنة والتي ترتبط بالإنجاب والذرية، ووجدت دعاء طيبًا في كتاب الله الحكيم وهو:
“رَبَّنَا هَبْ لنا من أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قرة أعين“.
كل يوم باستمرار كنت أردد ذلك الدعاء مع غيره من الأدعية ليمنّ الله عليّ بالذرية الصالحة، ولصدق نيّتي وإلحاحي في الدعاء وقناعتي بأن الله حتمًا سيستجيب، رزقني الله تعالى بالذرية، واكتشفت حدوث الحمل وهو ما غمرني أنا وزوجي بسعادة عارمة، وتيقنت أن الدعاء لله تعالى يحقق المعجزات.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم ألف بين قلوبنا
فضل قول رَبَّنَا هَبْ لنا من أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قرة أعين
عند ترديد دعاء “رَبَّنَا هَبْ لنا من أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قرة أعين” فإنه يعين على تعزيز التفاهم والمحبة والوصال بين الأزواج، ويكون سببًا في أن يمن الله على عبده بالذرية البارة الصالحة.
دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا للزواج
قال الله تعالى في سورة الفرقان:
“وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)”.
وهو الدعاء المأثور في طلب الذرية الصالحة التي تتقي الله وتخافه، ويتسنى للمسلم أن يتحرى الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لأنها من أفضل الأدعية التي يمكنه الاستعانة بها في مواطن الاستجابة مثل وقت الفجر والثلث الأخير من الليل وعند وقت فطور الصائم وعند السجود.
على جانب آخر أتت الآيات الكريمة في وصف عباد الرحمن، فقد ذكر الله صفات متعددة لهم منها أنهم يسألون الله تعالى الذرية الصالحة التي تكون قرة عين لهم.
تأملات في الآية الذين يقولون رَبَّنَا هَبْ لنا من أزواجنا
تعني الآية الكريمة أن هناك من المؤمنين من يسألون الله تعالى أن يخرج من نسلهم وصلبهم ذرية صالحة تعبد الله وتطيعه وحده لا شريك لا، أي يكونوا أبناء صالحين مطيعين، فتقر أعين أبويهم بهم في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم اكفنيهم بما شئت

ربنا هَبْ لنا مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً
قال الله تعالى في سورة آل عمران:
“هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39)”.
حيث إن الدعاء وارد في محكم التنزيل وهو مأثور على لسان سيدنا زكريا عليه السلام، لذلك هو من الأدعية التي يُستحب ترديدها عند طلب الذرية الصالحة.
إلى هنا أكون قد تمكنت من طرح تجربتي مع دعاء ربنا هب لنا من أزواجنا، وأؤكد على أن الدعاء من أفضل وأجلّ العبادات على الإطلاق، حيث يجب أن يتقرب المؤمن من ربه بالدعاء في كل أمر من أموره، إن طلب التيسير والفلاح.