مؤخرًا، أطلقت المملكة العربية السعودية جهودًا مُضنية لتوسعة شبكات الطرق السريعة بالبلاد، والتي تربط ما بين المدن والمحافظات الداخليّة، إذ تُعد داعمًا أساسيًا للاقتصاد الوطني ووسيلة حيوية لحركة المواطنين والبضائع، ومع هذه الإجراءات التوسعية في شبكات الطرق السريعة برزت الحاجة لإجراء تحسين للخدمات الحيوية على الطرق الطويلة، مثل الإضاءة الليلية، التشجير، وغيرها من الخدمات التكاملية التي تعمل على تعزيز أمن وسلامة المسافرين وضمان راحتهم.
![توسعة شبكات الطرق السريعة](https://alareen.news/wp-content/uploads/2024/10/الطرق-السعودية.webp)
عالميًا، تُصنف الطرق الطويلة في السعودية بأنها الأكبر من نوعها، إذ يبلغ إجمالي طول شبكة الطرق التابعة لوزارة النقل والخدمات اللوجستية ما يزيد عن 75 ألف كم، من بينها أكثر من 6 آلاف كم من الطرق السريعة العاملة، و49 ألف كم من الطرق المزدوجة التي يجري حاليًا تطويرها لتصبح مزدوجة، إذ تتصدر السعودية التصنيف العالمي في ترابط الطرق، وجاء ذلك تلبيةً للمتطلبات المتزايدة من ساكني البلاد، وزيادة استخدام السيارات، والنمو الاقتصادي المتزايد والتوسع الحضاري القائم.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فلا يزال هناك نقصًا في بعض الخدمات الأساسية، بما في ذلك نقص مصادر الإضاءة، محدودية المساحات الخضراء، وتباعد مواضع الاستراحات على الطرق، مما يؤثر بالسلب على تجربة القيادة على الطرق السعودية ويزيد من مخاطر الأمن والسلامة، إذ تمثل الإضاءة على الطرق أهم عوامل تقليل وقوع الحوادث، خاصةً على الطرق الطويلة، إذ أن عدم وجود إضاءة كافية خاصةً في ظروف الطقس السيئ مثل الضباب أو العواصف الرملية يُزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
بالإضافة إلى ذلك فإن تشجير جانبي الطرق الطويلة من العوامل المهمة في تحقيق الراحة النفسية والبصرية لقائدي المركبات، إذ يعمل على الحد من شعور الإرهاق الناجم عن القيادة لساعات طويلة، مع توفير الظل ونسمات الهواء لتلطيف الأجواء، لذا جاءت “مبادرة التشجير” ضمن رؤية المملكة 2030 لتحقيق مبادي الاستدامة البيئية، والتي تستهدف تقليل معدل الانبعاثات الكربونية والتلوث البيئي، كما يسهم التشجير في تحسين جودة الهواء وتقليل درجات الحرارة المرتفعة، خاصةً في المناطق الصحراوية.
وخلال السنوات الماضية، شهدت المملكة العديد من مبادرات تحسين كفاءة شبكة الطرق الطويلة، مثل تعزيز الإضاءة على الطرق، وإقامة استراحات جديدة، وتشجير المناطق المُحاذية للطرق، وأبرزها مبادرة “السعودية الخضراء”، إذ جاءت رؤية المملكة 2030 مستهدفةً تحسين جودة حياة المواطنين، مع وجود توجه مستقبلي لتطوير الطرق كافة بما يُلبي حاجات المستخدمين.
وهنا ينتج لنا أن تحسين الخدمات والمرافق على الطرق الطويلة لم يعد رفاهيةً، بل هو ضرورةً لتعزيز مبادئ السلامة والأمان والراحة ودعم الأهداف التنموية البيئية للبلاد، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الرئيسية، مما يجعل الرحلات على الطرق الطويلة أكثر جاذبيةً وأمانًا، وهذا ما يعكس الاستثمارات طويلة الأمد للمملكة في سلامة وراحة مواطنيها، مع مواكبة تطلعاتها نحو إرساء بنية تحتية مستدامة.