كانت تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا من أعظم التجارب التي جنيت الكثير من الفوائد منها، وهي آية قرآنية من سورة يس في محكم التنزيل، وقد نزلت تلك السورة العظيمة لتكون تحذيرًا للمشركين لما قاموا بها من آثام ومعاصي، وتكون تذكيرًا لقدرات الله والمعجزات الربانية.
تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا
الآية الكريمة في سورة يس: “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)” كانت السبب في تغيير حياتي إلى الأفضل، حينما علمت أسرارها، وتفسيرها وسبب نزولها، وفوائدها العظيمة.
والمقصود من الآية هو أن الله سبحانه وتعالى يجعل الحجاب والستر لمن يهمّ بالإيذاء، فيجعله وكأنه لا يسمع ولا يرى، فالسد تعني الحاجز والستر، والغشاء تأتي من غطاء العين، أي أنه لا يُبصر، وفي الآية الكريمة معجزة ربانية وإشارة إلى معيّة الله ورحمته بالعباد.
فالله يجعل هناك حجاب على أهل الشرك والفجور، فيُزين لهم قبح أعمالهم، ولا يجعلهم يهتدون إلى طريق الرشد أبدًا ولا يُبصرونه، فتُغلق أبواب السماء أمامهم، ولا يهتدون إلى الإيمان، وتراهم وكأنهم عُميّ عن الحق، فظلام الشرك يجعلهم لا يُبصرون بالهداية.
لا أطيل عليكم الحديث عن تجربتي مع الآية الكريمة، فأنا كنت مغتربًا في إحدى الدول الأوروبية، وكان هناك أناس في العمل يتعمدون إيذائي، وما كان بيديّ حيلة إلا اللجوء إلى الله تعالى فهو خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
عكفت على ترديد “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا” وكانت الرحمة الإلهية بي أن الإيذاء رُدّ إلى أهله، ولم يتمكنوا من إلحاق الضرر بي، وذلك من فضل ربيّ، على أن يُقال الدعاء بكل يقين وثقة في الله بأنه حتمًا سيُوفر جندًا لحماية المسلم من كل سوء.
اقرأ أيضًا: تجربتي ربي اني لما انزلت الي من خير فقير
سبب نزول آية وجعلنا من بين أيديهم سدا
علمتُ في تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا أنَّ سبب نزول الآية الكريمة كان ردًا على محاولات المشركين في قتل رسول الله غدرًا بالذهاب إلى منزله في الليلة التي خرج فيه من مكة.
حيث أوصى النبيّ صلى الله عليه وسلم “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه أن ينام في فراشه، وهو ما خدع المشركون، وهنا نزلت تلك الآية لوصف ما حدث حينذاك، حيث خرج رسول الله من بينهم ولم يتمكن المشركون من رؤيته.
بما دفع الرسول وصحبه أبي بكر الصديق إلى الخروج إلى غار ثور، واستكمال مسيرة الهجرة دون أن يقوى أحد من المشركين على الوصول إليهما، فالله كان معهما وهو خير الناصرين.
فوائد تكرار وجعلنا من بين أيديهم سدا
من خلال تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا أدركت أن تكرار ذلك الدعاء له كثير من الفوائد من بينها الحماية من المكروه والأذى والأعداء، حيث يجعل الله بها حاجزًا بين المُسلم وبين ما يضرّه.
فكما جعل الله تلك الآية سبيلًا لإنقاذ رسول الله وحمايته من أعين المشركين حتى لا يقتلونه، فإنها تساعد المسلمين في التحصين بالله تعالى في كل وقت وحين.
دعاء وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا متى تقال
في تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا أنصحكم بترديد دعاء ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا” في أوقات الأزمات والشدائد والتعرض إلى الخطر والدفاع عن النفس، فلا يُصيبك مكروه أو أذى بإذن الله تعالى.
اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب باذن الله
أدعية لإبعاد الأذى من القرآن
يجب أن تحرص على الدعاء بالصيغ القرآنية التالية عند التعرض إلى الضرر أو الخوف من الأذى:
“وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)” سورة يس.
“وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا” الإسراء: 45.
“إِنّا جَعَلنا عَلى قُلوبِهِم أَكِنَّةً أَن يَفقَهوهُ وَفي آذانِهِم وَقرًا” الكهف: 57.
عبر تجربتي مع وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا أدركت أن ذلك الدعاء يُحدث أثرًا عظيمًا في نفس المسلم، حيث يُساعد في بث الطمأنينة والأمان والسلامة، ويكون وسيلة للحماية من الأذى.
