من قناعتي التامة أنّ بذكر الله تطمئن القلوب وتهدأ النفوس كانت تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل هي خير نجاة لي من شر النفس وقت التعرض إلى الظلم، وكيف لا والله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بالصبر واحتساب الأجر عند الله، وأمرنا أيضًا أن نتكّل عليه في خُطانا لأنها جميعها بيديه.
تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل
قال الله تعالى في سورة آل عمران:
“الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ“
تلك الآية التي وجدت فيها النجاة، وقادتني إلى الدعاء الدائم على لساني وقلبي “حسبي الله، ونعم الوكيل”.
حينما تعرضت إلى الظلم من مديري في العمل، وحينما غابت كل الأدلّة التي تثبت تعرضي إلى الظلم، لم يكن الأمر بيدي ولا بيد أحد، إنما كان في يد ربّ الناس القادر على رد المظالم.
لم أجد نفسي إلا وأنا أردد من صميم قلبي وبكافة جوارحي أن الله هو حسبي وهو نعم الوكيل، وكنت أرددها مرارًا وتكرارًا، وأنا على قناعة كاملة أن من يتوكل على الله كفاه ولم يُخيب ظنّه أبدًا حاشاه!
أكرمني الله بفضله، وكشف عني الظلم والكرب، فهو أعظم من يستحق الثناء والحمد، وأيقنت منذ ذلك الحين أن “حسبي الله ونعم الوكيل” من أعظم الأدعية.
حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على شخص
قبل البدء في تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل علمتُ حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمني، حيث إنه من الجائز ترديد الدعاء على الظالم طالما كان بـ “حسبي الله ونعم الوكيل”.
فعلى الرغم من أن من آداب الدعاء ألا يتم الدعاء على الغير، لكن الدعاء على الظالم طالما كان تعبيرًا عن الإحساس بالظلم فهو ليس حرامًا، بل يستجيب الله من المظلوم دعواه، فإما أن يُجازي الظالم عن ظلمه وإما أن يكتب له التوبة.
وعلى جانب آخر إن تم الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل على شخص لم يكن ظالمًا، فإن الدعاء يُحتسب من قُبيل الذكر ولا يوجد إثم في تلك الحالة على الداعي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التضلع بماء زمزم
تكرار حسبي الله ونعم الوكيل
تحرّيت في تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل للدعاء أنّه لا بأس في تكرار الدعاء بتلك الصيغة طالما كانت على سبيل ذكر الله، مع تجريدها من اسم من يُدعى عليه، فلا يُستحسن ذلك، بل يُفضل أن تكون دعاءً لله فقط.
كما لا يوجد عدد معين لتكرار حسبي الله ونعم الوكيل، فالبعض يُكررها ألف مرة، والبعض 450 مرة، والأمر يكون محض اجتهاد من المسلم ليس إلّا، فلا يوجد ما يؤكد على وجوب تكرارها عدد بعينه؛ حتى لا يكون ذلك من قُبيل البدع.
عجائب حسبي الله ونعم الوكيل
يتجلى المعنى الجليل من الدعاء “حسبي الله ونعم الوكيل” في التعبير عن أن الله سبحانه وتعالى هو كاف عبده، وهو من بيده جميع الأمور، وهو وحده –سبحانه وتعالى- من نُوكّله في جميع الخطى، وهو ما علمته في تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل.
حيث إنّ ذلك الدعاء يُعتبر ذكر لله تعالى ووقاية للمسلم من كل شر، وله فيه خيرًا كثيرًا، وترديده يُعتبر اقتداءً بالسنة، لأنه من أعظم الأدعية التي وردت في كتاب الله وسنته.
يُمثل الدعاء بحسبي الله ونعم الوكيل ردًا للمظالم، ونصرًا للمغلوب والمكروب، وحماية لكل من يخشى الظلم وقد دخل في قلبه الخوف، فالله هو الحامي والوكيل وهو من يجعل عباده في معيّته.
ففي معركة أحد أثار المنافقون الخوف في نفوس المسلمين لمّا أعدّه لهم جيوش العدو، لكنّ المؤمنين حق الإيمان رددّوا بكل جوارحهم “حسبنا الله ونعم الوكيل”.. والنتيجة أنّ الله لم يمسّهم بسوء أبدًا.
فهو الدعاء الأمثل المكرر على لسان أولي العزم من الرسل، وهو دعاء أشرف الخلق أجمعين أمام المشركين الظالمين، ومعناه أن الله هو وكيل وكاف كل مسلم تعرض إلى الظلم أمام من ظلمه ليأخذ له حقه ويرد ظلم الظالم وكيده في نحره.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اسم الله الاعظم الذي يوسع الرزق
وجدت في تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل النجاة من ظلم الظالم، وراحة التوكل على الله سبحانه وتعالى، فهو وحده من بيده مقاليد الأمور، ولذلك يكفيني أن أجعل الله وكيلي أمام من ظلمني ويُجازيني خيرًا على ظلمي.
